السبت، 16 أكتوبر 2010

العمارة الأسلامية (الأروقة)

العمارة الإسلامية هي الخصائص البنائية التي استعملها المسلمون لتكون هوية لهم، وقد نشأت تلك العمارة بفضل الإسلام وذلك في المناطق التي وصلها كشبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والمغرب العربي وتركيا ومصر وإيران وغيرها بالإضافة إلى المناطق التي حكمها لمدد طويلة مثل الأندلس (أسبانيا حاليا) والهند. وتأثرت خصائص العمارة الإسلامية وصفاتها بشكل كبير بالدين الإسلامي والنهضة العلمية التي تبعته. وتختلف من منطقة لأخرى تبعا للطقس وللإرث المعماري والحضاري السابق في المنطقة, حيث ينتشر الصحن المفتوح في الشام والعراق والجزيرة العربية بينما اختفى في تركيا نتيجة للجو البارد وفي اليمن بسبب الإرث المعماري. وكذلك نرى تطور الشكل والوظيفة عبر الزمن وبتغير الظروف السياسية والمعيشية والثقافية للسكان।
الرواق كان لأروقة المساجد دور كبير في أسلوب تدريس العلوم الدينية في المساجد الكبيرة والرواق هو الممر العريض المسقوف الذي يحيط بجميع - أو معظم - جهات المسجد وكان يسمى أيضا "المجنبة" وهي الكلمة التي استعملها كثير من قدامي المؤرخين في وصف بعض المساجد، وتحت هذه الأروقة كان العلماء يلقون دروسهم على المتعلمين· ومن هذه الكلمة اشتقت أسماء الأروقة الموجودة في الجامع الأزهر بمصر حيث يجتمع الدارسون من جنسية معينة في مكان واحد - سمي رواقاً - ليلتقوا العلم من أساتذتهم فيه فكان هناك رواق المغاربة ورواق الأتراك ورواق الشوام ورواق السودان ورواق الهنود وغيرها وكانت تلك الأروقة إضافات إلى المبنى الأساسي للأزهر تبرع بها أهل الخير। أما أول من اتخذ الأروقة في المساجد فالغالب أنه الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما أضاف أروقة إلى المسجد النبوي الشريف حين وسعه. وهكذا أصبحت إضافة الأروقة إلى المساجد وسيلة لتوسعتها دون المساس بالمبنى الأساسي ، ومن العناصر التي دخلت على المسجد الشمسيات والقمريات والشمسية شباك أو فتحة مزخرفة في جدار المسجد تقفل بلوح من الرخام أو الخشب المخروم .أما القمريات فهي فتحات مستديرة أو مربعة أو مسدسة أو مثمنة الهيئة تفتح في أعلى الجدران أو في رقاب القبب وتغطي بالزجاج الملون. كما توجد أيضا الزخارف والحلويات التي تفنن المسلمون في ابتداعها، وجانبها الجمالي يأتي من تكرارها وتوازنها لملء الفراغات ولوقابة الداخل إلى المسجد من الشمس والمطر وجدت الشماسات، وهي مظلة خشبية مزخرفة تقام فوق الأبواب والنوافذ، وتعد إحدى العناصر الجمالية في عمارة المسجد.

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا للمداخلة الرائعة..
    بانتظار المزيد من مساهماتكن المتميزة

    ردحذف